لماذا نشعر بالملل عند التعلّم؟
رغم أننا نملك الرغبة الكبيرة في تعلم برامج الكمبيوتر إلا أننا وبسبب ضيق الوقت نشعر بالملل بسرعة عندما يطول لنا الشرح التفصيلي ، لذلك أصبح الكثير منا لا يجد الفائدة المرجوة من حضورنا لعشرات الساعات في تعلّم مهارات مختلفة لبرنامج واحد في دورة واحدة! كذلك لم يصبح المردود إيجابياً لكل من حاول شراء مرجع شامل يحتوي على مئات الصفحات المتخصصة حول كيفية استخدام برنامج معيّن بإصدار خاص ، لأن ذلك أصبح يبعث الإكتئاب والرهبة لكل من امتلك تلك المراجع الضخمة التي أصبحت تشغل حيزاً كبيراً من الرفوف وأصبح أغلبها لا قيمة لها بعد مرور بضع سنوات على سنة الإصدار التي طبعت فيها تلك الكتب حول برامج متخصصة ، وما أسرع تغيّر إصدارات البرامج والأنظمة التي نعمل بها؟! فما فائدة كتاب ضخم وملّون حول برنامج فوتوشوب مثلاً لإصدار قديم لم تعد تعمل عليه في الوقت الحالي ، وما فائدة الدليل الشامل لبرنامج مايكرسوفت أوفيس الشهير لإصدار مرّ عليه أكثر من عشر سنوات تقنية ولم يعد نظامك الحالي يدعم تلك البرامج المتخصصة بإصداراتها القديمة! حسب خبرتي في التعلّم والتعليم فإن أفضل وسيلة حالياَ للتعلّم على أي برنامج كمبيوتر هي التعلّم الذاتي المباشر على البرنامج ، لكن تواجهنا في أحيان كثيرة بعض المسائل والصعوبات التي تحتاج منا أن نجد لها على حلّ وإجابة يصعب علينا إيجادها من خلال مرجع ضخم يحتوي على أكثر من ألف صفحة في حال كان لدينا ذلك المرجع وهل هو لآخر إصدار للبرنامج الذي نتعلّمه؟ وإن كنت محظوظاً وكان نفس الإصدار فهل عساك ستجد الإجابة ، وإن وجدتها فكم من الوقت ستستغرق وأنت تبحث عنها ، جميعنا مررنا بهذه التجربة المريرة! لكن الحل الأفضل لتلك المشاكل هو البحث عن الإجابة لها من خلال محركات البحث بكتابة وصف المشكلة ، نحن نعيش في عصر السرعة والتقدّم السريع , فإن لم نحل مشاكلنا بأسرع وقت ، قتلنا الوقت وقتل رغبتنا في التعلّم المستمر. لكنّا حتى نمتلك الرغبة في التعلّم نحتاج أن نحب ما سنتعلمه وتعلّم الفائدة الحقيقية التي سنجنيها من وراء ما سنتعلمه ، نحتاج أن نشعر بالمتعة والفائدة بما سنتعلمه ، حينها سنتقن عملنا ونبدع فيه ونستمر في الرغبة للوصول إلى الأكثر والأفضل ، وإن وصلنا إلى تلك الحالة حصلنا على كل شيء ، المتعة في العمل والدخل المادي الجيد ، لذلك كانت أفضل وسيلة لإيصال تلك المعلومات بالدروس الخصوصية المباشرة التي تجيب بشكل مباشر عن أسئلة الراغب في التعلم ، لكن يعتمد أسلوب الأستاذ الذي يُلقن دروسه لطالبه في استمرارية رغبة الطالب في التعلم ودرجة إستيعابه , كُلما كان الأستاذ واضحاً في معلوماته ومختصراً من التفاصيل الطويلة والمملة التي قد تشتت فكر الطالب , كلما كانت الفائدة أكبر للطالب ، يجب أن يعلم الطالب في كل مرحلة من تعلمه أي شيء جديد ، لماذا يتعلم ذلك في الوقت الحالي وكيف يُمكنه أن يربط ما يتعلمه الآن مع ما تعلمه سابقاً أو ما سيتعلمه في المستقبل ، مشكلتنا في أغلب المراكز التعليمية التقنية أننا نستخدم أسلوب التلقين المباشر لجميع ما في الكتب من معلومات تفصيلية للطلاب بطريقة مباشرة ومُملة ، لدرجة أن أغلب الطلاب يتوهون في الكم الهائل للمعلومات التي يحصلون عليها ولا يتذكرون الهدف الأساسي من كل دورة حصلوا عليها ، فنجد على سبيل المثال أن من أخذوا دورة الفوتوشوب أو دورة الفلاش ، يعرف بإسم البرنامج وببعض الأوامر للبرنامج ، ولكنه لا يعلم حقيقة أين ومتى سيستخدمه وكيف سيساعده حقاً في تصميم موقع إنترنت محترف ، الكثيرون يتعلمون برنامج فرونت بيج لتصميم مواقع الإنترنت ويأخذ عشرات الساعات في دورة مُملة وقاتلة وفي النهاية لا يعرف كيف يحجز موقع إنترنت أو يرفع ملفات موقعه على السيرفر!
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخول